-->

أعظم مافيوزي في تاريخ المغرب

 حميدو الديب الوحش الذي إستفز الملك الحسن الثاني









حميدو الديب و من لا يعرفه، أشهر مافيوزي مر في تاريخ المافيات المغربية، محبوب سكا مدينة طنجة.

إذا سألت ساكنة مدينة طنجة عن حميدو الديب فكل من في المنطقة سيشكره، مثلا سيقولون أنه من أطيب خلق الله و انه رجل طيب، يقوم بأعمال خيرية و يساعد الناس و الفقراء و الله يكثر من أمثاله، سيعبرون عن حميدو الديب كأنه ملاك و ليس من كوكب الأرض، و العكس إذا سألت في منطقة أو مدينة أخرى غير مدينة طنجة فأقل ما ستسمعه عن هذا الشخص أنه شرير و غول، لنتعرف عن هذا الشخص الملقب بحميدو الديب Hmido Dib.

كلنا سمعنا بقصة بابلو إسكوبار Pablo Escobar أشهر مافيوزي مر في تاريخ المافيات العالمية، حيث أخد لقب أغنى رجل في العالم لمدة سبع سنوات على التوالي.

 بابلو إسكوبار Pablo Escobar كان دائما ينزل للمغرب، و بالخصوص كل من مدينة طنجة و مراكش و الدار البيضاء، لأنه كان يملك  أراضي و فيلات تحت إسمه، وكان يعقد إجتماعات مع أكبر البارونات/بزنازا/تجار المخدرات في المغرب.


سنه 1987 بابلو إسكوبار جاء لفيلته المتواجدة في مدينة طنجة وعقد إجتماعا مع ثلاتة من أكبر تاجري المخدرات في المغرب، من بين هؤلاء المغاربة كان هناك شخص إسمه أحمد بونقوب المعروف بلقب حميدو الذيب، و في هذا الإجتماع ناقش بابلو إسكوبار معهم عن خطة كيفية إدخال الكوكايين للمغرب، لتم تصديره من المغرب لأوروبا، بمعنى آخر أرادو جعل المغرب نقطة إستراتيجية للمخدرات في العالم بإسره، لكن السؤال المطروح هو لماذا بابلو إختار المغرب كوجهة؟ و لماذا حميدو الذيب بالضبط؟

السؤال الأول إجابته واضحة، لأن المغرب له موقع إستراتيجي بالنسبة للدول الأخرى، حيث سيصدر المخدرات للقارة الأوروبية بسهولة و أيضا القارتين أمريكيتين و أيضا الدول العربية و هو ما سيرجع عليه مأموال طائلة و كثييرة جدا.

بالنسبة للسؤال الثاني هو لماذا حميدو الذيب بالضبط؟

للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نرجع ب 40 سنة للوراء، فقبل 40 سنة كان العالم يعيش حربا ضد المخدرات في جميع الدول و المغرب كان من الدول العظمى في هذه الحرب، حيث كان مجموعة من عصابات الحشيش في المغرب، حيث يقومون بتصديره إلى الدول الأوروبية، و أوروبا كانت دائما تشتكي من المغرب، لكن أكبر عصابة ظهرت في ذلك الوقت هي عصابة حميدو الذيب، حيث كانت عصابة سرية للغاية، لا أحد يعرف عنها أي سر أو أي شيء.

و بدءت تظهر هذه العصابة بشكل تدريجي، و أصبحت عصابة حميدو الذيب منتشرة في نطاق واسع، و مع مرور الوقت لم تبقى هذه العصابة سرية بل أصبحت ذات شعبية واسعة حيت انه تم الترويج غلى أن المئات من ساكنة مدينة طنجة تشتغل مع باطرون أو زعيم كريم مع عماله حيث يعطيهم المال و راتبهم كل شهر هذا الزعيم إسمه حميدو الذيب و سمية عصابته على إسمه.

وهنا نتكلم عن عصابة تتعامل بأطنان من الحشيش أو ما يسمة بالقنب الهندي، يعني عصابة لديها رأس مال كبير كأراضي- فيلات- قوارب- سيارات، يعني عصابة تعتمد على أسلوب الجريمة المنظمة، يعني اي شخص يقف ضدهم سيمحونه عن الوجود برصاصة فقط ولو كان شرطيا،

مهمة عصابة حميدو الديب الرئيسة هي أخد الحشيش المغربي من المغرب و إرساله إلى إسبانيا ومن إسبانيا يتم تفريقه مع عصابات إخرى في أوروبا.


 ربما بالكلام تظهر هذه المهمة أنها سهلة جدا لكن الأمر عكس ما تظنون، لأن نقل الحشي من كتامة (موقع زراعة الحشيش المغربي) إلى مدينة طنجة  صعب للغاية فنحن نتكلم عن أزيد من 200 كلم من الطريق و هذه الطريق معروفة بأنها أكبر طريق مملوئة بنقاط المراقبة الخاصة بالدرك الملكي أو بالشرطة، و كل شخص يمر من إحدة هذه النقاط فهو يتم تفتيشه و لو كانت مثلا عائلة قادمة من طريق كتامة و متوجهة نحو مدينة  طنجة  فسيتم تفتيشك،

ولنفترض أن عصابة حميدو الذيب دائما تجد طريقا للعبور لمدينة طنجة لكن كيف كان يقوم بتوصل الحشيش من طنجة إلى إسبانيا؟ 

كلكم تعرفون أنه بمجرد الدخول في البحر و التوغل فيه، مباشرة يتم تحديدك من طرف الرادار الخاص بالبحرية المغربية، و بالتالي سيتم مطاردتهم من طرف القوات الملكية البحرية، و مع ذلك كان حميدو الذيب يمرر يوميا أطنانا هائلة من الحشيش من طنجة إلى إسبانيا.

الحل الوحيد هو شراء السلطات، و بالفعل حميدو الذيب كان يشتري السلطات الأمنية الخاصة بالمنطقة الشمالية للمغرب من رجال الدرك و رجال الشرطة إلى حراس البحر، وهنا عندما كبر المشروع الخاص بحميدو الديب فهذا الأخير كبر و وسع نطاق العمل، حيث لم يكتفي بشراء السلطات الصغرى فقط بل إلتجأ إلى السلطات الكبرى كذلك كرؤساء المجالس و الأحزاب و السياسيين، و أي شخص يرى لديه سلطة و لو كانت صغيرة في المدينة يشتريه بالمال و يتقرب منه و يقيم معه علاقة.

سنة 1995 الحشيش المغربي يكتسح أوروبا.


في هذه السنة كانت كمية الحشيش التي تم توصيلها إلى أوروبا كانت كبيرة جدا، و عصابة حميدو الذيب كانت ها العصابة الأولى في الهرم لتهريب الحشيش لأنه كانت مجموعة من العصابات لكن العصابة الأسطورية كانت هي عصابة حميدو الذيب، و كون ثروة هاااائلة في تلك السنة، حيث قدرت ثروته ب 40مليار سنتيم وهذا الرقم دون إحتساب الأراضي و البقع و السيارات و الفيلات ينعي نحن نتحدث عن ثروة هااااااااائلة، ولم تكتفي يقوتها فحسب بل أصبحت ذات جهاز أمني و جهاز مخابراتي خاص بها و أيضا قوات مسلحة خاصة بها، كأنك تتحدث عن دولة صغيرة داخل المغرب، 

فكل هذا فإن عصابة حميدو الذيب كانت تقوم بجريمة وتاحدة وهي تهريب الحشيش أما، في باقي الأعمال فهي كانت تقوم بمساعدة الدولة في المنطقة الشمالية، كتوقيف المهاجرين السريين و إمساك المجرمين و الإرهابيين، يعني عصابة تحكم مدينة طنجة و تحرص على أمنها.

ما هو رأي ساكنة طنجة في شخصية حميدو الذيب؟ 

كانت الساكنة سعيدة بتواجد شخص ك حميدو الذيب في المدينة لأنه كان يسعدهم في الكثير من الأشياء و كان ينفق عليهم من ماله الخاص و يقوم بتدشين مرافق و مشاريع و يصلح الطرقات و يساعد الفقرات لدرة أنه كان ينفق في مساريع الدولة من ماله الخاص و طبعا كل ذلك باملر من الدولة لأنها ساكته على ما يفعله و بالتالي عليه أن يدفع ثمن السكوت.


و هكذا إنتشر إسم حميدو الذيب على نطاق واسع ليس في المغرب فقط بل حتى في الدول الأوروبا مع الأسف.

الحملة التطهيرية لسنة 1996 

في هذه السنة خرج مكتب الأمم المتحدة تقريرا حول المخدرات  و إعتبر أن المغرب هو المصدر الأول للحشيش في العالم،  و المشكل الأكبر أنه إتبر الدولة المغربية تؤيد و تساعد مهربي الحشيش لتوصيل السلع الخاصة بهم من المغرب إلى أوروبا، وهذه كانت ضربة قوية للمغرب في ذلك الحين حيث لن يحصل المغرب على إستثمارات جديدة و لن تتشجع الدول الأخرى على التعاون معه، وسيتم إعتبار المغرب كدولة فساد كبيرة، وبالتالي وجب على المغرب أن يظهر العكس.

يعني يجب على المغرب من أجل تحسين صورته أمام العالم أن يبين أن كلام الأمم المتحدة ليس على صواب، لذلك قام الملك الراحل الحسن الثاني كلف وزير الداخلية إدريس البصري للقيام بحملة تطهيرية للبلاد.

أكثر من 400 مغربي تم القبض عليه بين ليلة و ضحاها منهم مجرموم و منهم مظلومون، ومن بين 400 مغربي كان حميدو الذيب واحدا منهم، و هو ما أفرح ساكنة المغرب  إلا ساكنة طنجة التي نزلت عليهم هذه الأخبار كالصاعقة، لأن الملاك الحامي لمدينة طنجة إختفى، لأن مئات العائلات كانت تشتغل في العصابة أصبحة مشردة و مئات العائلات المريضة كان يساعدهم في العلاج أصبحو بلا معين.

حميدو الذيب  تم القبض عليه بتهمة الإتجار الدولي  في المخدرات  و عند القبض عليك بهذه التهمة فإن الممتلكات الخاصة بك كلها يتم مصادرتها من طرف الدولة يعني تصبح مفلسا بالكامل، و هذا ما وقع للزعيم حميدو الذيب حيث صادرت الدولة المغربية أكثر من 40 مليار سنتيم في تلك السنة.

حميدو الذيب لم يبقة زعيما بل أصبح معتقلا و سجينا حيث ثم نقله إلى سجن القنيطرة، قضى فيه بضعة أيام، ثم تم نقله لإلى معتقل تمارة الأسطوري  وبدؤا معه التحقيق.

التحقيق مع حميدو الذيب كان في منتها السرية، و حدثت فيه بعض الأحداث الغريبة، فمرةن أثناء التحقيق دخل ضابط أمن كبير و سيقول لهم أتركوني مع حميدو الذيب على إنفراد في الغرفة.


حيث قال له''  المخزن عارفين الخير لي كنتي كديرو
                   و لكن الأوروبيين صدعو لينا راسنا

                  اعتبر راسك محارب على ود بلادك
        و الإعتقال ديالك تضحية باش نسكتو الأوروبيين. ''

وقالو له أيضا من أجل إسكاته، 
''عليك بالسكات حتى دوز هاد الروينة
غادي دوز غير شوية في الحبس
وغادي يجيك العفو الملكي.''

مصير حميدو الديب

ثروة حميدو الذيب و ممتلكاته كل هذا إلا أنه لم يكن يعرف القراءة و الكتابة، و تم تحرير محضر و قام الزعيم حميدو الديب بالإمضاء عليه رغم أنه لا يعرف محتوى ذلك المحضر الذي قدم إلى المحكة حيث:

حكمة المحكمة حضوريا على المتهم حميدو الذيب ب10 سنوات، قضى منها 7 سنوات و خرج بعفو ملكي.

العفو الملكي، عنده إصداره من طرف جلالة الملك محمد السادس، فإن كل الممتلكات التي صادرتها لك الدولة يجب ان ترجعها، حيث إن جميع من كان مع حميدو الذيب و صدر في حقهم العفو الملكي كلهم رجعت لهم ممتلكاتهم و أموالهم إلا حميدو الذيب الذي لم يرجع له ماله و إختفت 40 مليار كأنها لم تكن على وجه الأرض.

حمسدو الذيب يعيش الآن حياة هادئة وسط مدينة طنجة و مازال يطالب بإسترجاع ممتلكاته التي تقدر بأكثر من 40 مليار سنتيم.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أجي تعرف Aji Te3raf l

2016